الجمعة، 19 أغسطس 2011

الأربعاء، 3 أغسطس 2011

يب جدة :)

يب جدة :)

Answer here

الخميس، 25 مارس 2010

الأمانة عندما تكون مفهوماً مترادفاً للتجارة


مساء لايشبهه مساء إلا في مدينة كمدينة الضباب لندن ، يوم ممطر بارد فيه المطر يغسل القلوب كما يغسل الحجر ... هنا في أحد محلات الهاتف النقال وجدتُ ضالتي التي ظللت أنشد عنها منذ ثلاث أيام ، أرتحت لجواب البائعة عن أسئلتي ... حيث دار بيننا حوار عن أرخص الشرائح وأوفرها إتصالاً وإستقبالاً على السعودية الموجودة لديهم وعندما عقدنا الاتفاق وذهبت "للكاشير" لدفع المبلغ المتفق عليه سألتها إن كان هناك عروض أفضل لي في مكان آخر وشرائح غير تلك التي لديهم ... أجابتني بكل صدق نعم أعلم أن هناك شرائح أوفر وأنصحك بها أكثر من تلك التي عندنا فدلتني عليها وكانت على بعد مسافة الشارع المقابل تماماً لهم والمحل المقابل كذلك ... فتراجعت عن إبتياع البطاقة المتفق عليها وأخبرتها إني إن لم أجد العرض المناسب هناك سأعود لها لاحقاً لتلك الخدمة أو خدمات أخرى ... فارقتها بايتسامة رضا كبيرة وهي كذلك ورحبت جداً بعودتي للسؤال عن أي شيئ ...


ذهبت للمحل المقصود ووجدت ضالتي و أعتمدت وتوكلت على الله وأشتريت بطاقة جديدة بعرض مغرٍ وكنت سعيدة حقاً ... بأمانة تلك البائعة وهذه التجربة التي لا أعتبرها جديدة علي ... بل ربما تكون عادية جداً للبعض ومكررة جداً للآخر و غريبة ومحط تساؤولات لآخرين ... ولكن عن نفسي أعتدت أن أرى الناس مختلفة في أسفاري ... وأستطيع أن أقول أن هذا الأمر معتاد في المملكة المتحدة وماليزيا وبكل ثقة ...



ماوددت نقله بين هذه الأسطر ... أن التجارة فيها 9أعشار الرزق ولكن بالتأكيد هي ليست مطلقة بهذا الشكل وتستوجب أمور معينة تستحق إغتنام جزء كبير من رزقها ... ولها أخلاق وفن وتعامل ومتى ماكان الإنسان قادراً على أن يتحلى بها ... سيكسب المستهلك لصفه كتاجر أو بائع ...الخ ...

الأربعاء، 10 مارس 2010

ورحلَ شيخ...


أُعلن اليوم وفاة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي عن عمر 82عاماً على أرض مطار الرياض إثر أزمة قلبية حادة ...وقد كان عائداً إلى القاهرة بعد رحلة لم تكمل الـ24س وصل فيها الرياض يوم الثلاثاء لحضور حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية... حيث وافته المنية ودُفن في أرض بقيع الغرقد بالمدينة المنورة...
آلمني الخبر جداً ... وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويبدله داراً خيراً من داره ويكون مستقره الفردوس الأعلى ....

الثلاثاء، 9 مارس 2010

الثامن من أذار / مارس يوم المرأة العالمي!

صباح بنكهة الورد ... مع أغاني فيروز " إشتأتلك & لاتسألوني " أمضي وقتي هنا مع نوم ألاحقه فيقول :" التوصيل مو ببلاش ! " فرضخت أخيراً للكتابة ... وأنا أفكر بيوم رحل ولم يأتي بجديد سوى تلك الأصداء الرنانة ، "يوم المرأة العالمي " والذي أعرفه جيداً، بأن كل مناسبة / دور اجتماعي ... يُختزل في يوم من أيام السنة هو مشروع تجاري في مقامه الأول ويؤكد بشكل أو بآخر تَغييب القضية طوال العام فيُكتفى إختزاله بيوم واحد إن جاز التعبير. أغلب القضايا المهمشة على أرض الواقع مخصص لها أيام معينة في السنة وهي لاتعالج أصل الموضوع وإنما هي عملية تسكين لا أكثر ولا أقل أو بهرجة إعلامية إن جازت التسمية!


بدءاً من مشكلة المحرم التي تحتاجها المرأة في كل صغيرة وكبيرة في كل شؤونها لاتستطيع تحريك ساكن خصوصاً في السعودية وإنتهاءاً بقضايا أكبر وأهم وأبلغ تأثيراً! هناك الكثير من الناس يعتقد ضمنياً بأن للمرأة إحترام ومكانة وربما أفضلية ولكن أسألوا المرأة نفسها بدون وصاية هل تعيش ذلك حقاً ... أكاد أجزم إلا فيما ندر أنها لاتجد معاملة خاصة ولا حتى معاملة بشكل يحترم كينونتها ومكانتها ... ربما كان هذا الأمر في السابق ، أما الأن فالأخلاق بشكل عام في "أزمة" لاتقف على مسارها الصحيح مع ذلك أين موقفها من المرأة ... هي حقيقة تعاني من قضايا مركبة ...تحتاج إلى إعادة نظر في كيفية معالجتها.

ومع ذلك أؤمن بأن جزء من سلب تلك الحقوق هو استسلام المرأة لهذا الوضع السائد فلن يتغير حتى تبدأ هي بالحراك وتسعى لمقاومة السيطرة قال تعالى {إن الله لن يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم} الرعد।وكل الأعياد وأنتم بخير ...وتصبحون على خير

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

ثقافة التصويت "اللا شيئ"!

كثرت في الآونة الأخيرة نداءات التصويت سواء عبر رسائل الهاتف المتحرك أو عبر المنتديات والمواقع الإلكترونية لإضافة صوت أو أصوات ليرتفع رصيد التأييد رقمياً لأمر معين . الأهم في الموضوع هو إيمان الناس بجدوى هذا التصويت و قدرته على حل بعض المشاكل الجدلية والعقائدية وغيرها، بالطبع هي تتكأ على الجانب الديني في كثير من الأحيان . والحقيقة أنها لاتقدم ولاتؤخر هي فقط تعداد رقمي، انتشار لبعض المواقع و ترويج لبعض الأفكار وترسيخ لمفاهيم ما ، تشغل الناس عما هو أهم وأجدى وتلهيهم بالأقوال عن الأعمال . لو أخذنا نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجاً أو حتى ترتيبه بين أفضل عشر رجال / قادة العالم تأثيراً في الناس ، لوجدناها منطقياً لاتسمن ولاتغني من جوع فرسولنا الكريم ليس بحاجة رقم معين لنظهر له حبنا أو تأييدنا له ولا الناس بحاجة رقمية لنثبت حبنا له أو تأثيره فينا والفعل في هذه الحالة أجدى وأقوى أثراً وأوله التمسك بسنة نبينا والحفاظ على الإرث الثقافي والأخلاقي والديني الذي تركه لنا. المضحك في الأمر تجد بعض الناس يخادعون و يضللون بالتسجيل بأكثر من إسم لنصرته ..الخ وهل كان سيرضى الرسول الكريم بهذا الخلق أو بهذا الفعل ؟ فكيف نستخدمه حجة لأهوائنا ونخلطها ونصبها بالدين بدون أي منطق وبتسليم العقل تسليماً تاماً لهذه الأمور.فالقناعات تبنيها المواقف ولايمكن تغييرها بالأرقام!

الأحد، 21 فبراير 2010

الرجل العذب

جمال الأشياء يظهر بأضدادها ..وللرجولة في المجتمع الشرقي مفاهيم خاصة أعتادها أهله منذ زمن طويل مرتبطة بإرث ثقافي وإجتماعي وديني . على الرغم من ذلك نجد هذه الصورة التي تكونت للرجل الشرقي إنما هي نتاج للمشاعر السلبية مجتمعة في كيان الرجل ليظهر بمظهر القوي الصلب صاحب الرأي والسلطة التي تقف مشاعره على أعتاب التجمد إلا فيما يتعلق بالاتجاه "الساخن/الحاد" . كل هذا الاختزال في شخصية الرجل الشرقي هو متناقض مع فطرته إلى حد يفوق الـ 50% أحيانا مما يولد عدم توازن يصل فيه شعور الرجل إلى حد أنه ليس كائناً حياً متمع بكامل حقوقه نتيجة للنقصان العاطفي وتشويه في التفاعل الطبيعي مع الجنس الآخر أو حتى مع أقرانه من جنسه أو مع أي من المحيط الذي يعيش فيه بكل عناصره. يتمسك كثير من الناس بهذه المفاهيم ويرون أن الرجل يجب أن يكون كذلك ويقنع نفسه بأن هذا هو الوضع الطبيعي لينسى أو يتناسى بعض الرجال حقهم في العاطفة والتعبير عن المشاعر بامتلاكها او اكتسابها .


عندما يكون الرجل حنوناً عطوفاً كريماً بمشاعره قبل أي شيئ أخر مكتمل الشخصية يتفهم المرأة ويقدر إهتماماتها ويعطيها حقها تُجبَر المرأة على عشقه ، عندما يكون عقله بمثابة "صمام أمان أول" للعلاقة بينهما فإنها تزيد المرأة إعتماداً عليه فتستمتع بقدر أقل من الإستقلالية عنه ، وتكون أكثر راحة بالقرب منه وتشعر بأن كل كيانها ينتظر إشارةً منه ، وكلما زاد ذكاء الرجل وأعطاها حرية أكبر تشعر بأنها غير مستقرة إلا تحت إمرته وبذلك يكسب الطرفان هذه العلاقة بكل ود وإحترام فتذوب الأنا لصالح كيان واحد في جسدين ... تتنقل بينهما روحٌ واحدة...!

عاطفة الرجل مدهشة متى ما ظهرت ، وكل الأطراف تكون مستفيدة من العلاقة التي تظهر فيها عاطفة الرجل بينما العكس صحيح ، فالمرأة بعاطفتها -الزائدة والتي غالباً هي تكون كذلك- قد تكون هي الخاسر او يخسر أحد الأطراف جراء إظهارها لهذه العاطفة . بينما الرجل مهما زادت عاطفته يظل عقله حاضراً أو على الأقل هكذا يفترض أن يكون . والحقيقة أن عاطفة الرجل ليست محور اهتمام المرأة فقط بل محور اهتمامه هو كذلك ، فكثيراً ماتكون هاجسه في كثير من المواقف الجادة فيسأل نفسه كيف سأتصرف وكيف سأظهر أمام الأخرين وكيف أُجنِب الآخرين لحظات ضعفي ، وهذه اللحظات صعبة تحمل خطورة كبيرة في أحيان كثيرة نتيجة موقف صعب وقوي أو نتيجة تراكم لمواقف شبيهة وقد تجعل الرجل في أشد الحالات يُصاب بما لا يحمد عقباه . ولكن من حسن الحظ فالرجل المثقف صاحب التوجه العقلاني يهتم بذاته بالقدر الذي يجب فلا يترك نفسه عرضة لتأثيرات الظروف ويكون أقدر منها في التحكم بزمام الأمور.


هذا الرجل العذب مصدر أمان واستقرار للآخرين ولنفسه أولاً . جميلةٌ هي لحظات النقاء معه ، والأجمل لحظات الإعتذار و التسامح والشوق والوداع والاستقبال وكل اللحظات الإنسانية على بساطتها إلا أنها تكون مليئة بألوان الفرح التي تنعش الهواء وتنثر السعادة من حوله . حتى لحظات صراحته وحزنه وألمه تكون بمثابة روابط قوية تزداد تأصلاً و متانة بنفس مقدار مشاعر الرجل وربما أكثر.

لكل رجل عذب أنت كنز وجب الحفاظ عليه ;)

الجمعة، 22 يناير 2010

المواطن .. ذلك المستهلك المسكين

أعتاد المواطن البسيط على قضاء وقته في محاولة توفير العيش الكريم لأبنائه وتلبية إحتياجات الأسرة والتي بالتأكيد تأثرت بموجة الأسهم الحمراء محلياً وعالمياً !المربك في الأمر أن الظروف لاترحم المواطن فهو لا يكاد يجد ثغرة قد تعكر صفو حياة أسرته حتى يحاول جاهداً التغلب عليها لتظهر أخرى ويعيد المحاولة مجدداً ، وأخرى .. وهكذا ,، مهما حاول هذا المواطن استغلال قدراته لملاحقة تلك الثغرات خاصةً المواد الإستهلاكية الضارة والخطيرة والتي يصل بعضها في خطورته حداً بليغاً لا يحسد صاحبه أبداً على نتائجه... ومن كثرة الإعلانات المحذرة من استخدام المواد الاستهلاكية الضارة والمقالات التي تلمح او تصرح بوجود خلل ما في تلك السلع المتوفرة في يد المستهلك يمنةً ويسرة في كل مكان بدءاً من المحلات التجارية البسيطة "محلات أبو ريالين" إلى مايفترض أنها أكثرها حرصاً على صحة المستهلك وأكثر أمناً بحكم طبيعة تخصص العاملين فيها وهي الصيدليات ... عموماً لا أعرف حقيقة ماهو دور الجهات المعنية المختصة بحماية المستهلك وهيئة المقاييس السعودية ووزارتي الصحة والتجارة .. والمواطن بين تصريح والتالي والحال يبقى كما هو . حتى في الحالات القصوى والتي يثبت عالمياً أن هناك منتجات مضرة بصحة وحياة الإنسان إلا أنها لازالت على الأرفف وبالقرب من الكاشيرات ...
وآخر هذه التصريحات مانشرته عكاظ في عدد اليوم الجمعة 22-1-2010 م : قرار لم ينفذ
قرارات منع «المسرطنة» لم توقف الانتشار ، سحب أنواع من معاجين الأسنان وألعاب الأطفال، وبعض مستحضرات التجميل المسرطنة قرار شددت عليه وزارة التجارة، وعممته أمانة جدة في 1428هـ، على أفرع البلديات التابعة لها، وتكليف جهة الاختصاص بمتابعة منع فسحها، إلا بعد التحقق من خلوها من مادة (داي إيثلين جلايكول Di-ethylene Glycol) السامة.
وكان مدير إدارة الرقابة التجارية في الأمانة الدكتور بشير مصطفى أبو نجم، قد صرح في وقت سابق أن الأمانة عمدت بسحب قرابة 2000 عبوة لسبعة أنواع من معجون الأسنان الصيني، وجاء في تصريحه قيام الأمانة بحملات على مواقع تواجد هذه المعاجين في المحلات الصغيرة في الأحياء والأسواق الشعبية.وكان الدكتور عبدالرحمن القحطاني خبير تعزيز الصحة مستشار منظمة الصحة العالمية قد أكد ان تداول ألعاب أطفال مسرطنة في ما يسمى بمحلات أبو ريالين، التي بها العديد من ألعاب الأطفال ذات الصناعات الرديئة، تفتقد للمعايير ومقاييس السلامة الأساسية، تمثل خطورة على سلامة الأطفال.وأضاف أن بعض أنواع الألعاب منعت وسحبت من السوق الأوروبية، نتيجة احتواء طلائها على نسبة عالية من الرصاص أو احتوائها على مواد محظورة قد تسبب السرطان أو الحساسية أو ذات تأثير على الهرمونات في الجسم، أو لاستخدام مواد بنسبة أعلى من المعدل المسموح به في صناعتها، وأشار إلى أن هناك ألعابا خطيرة على هيئة حيوانات صغيرة الحجم يتضاعف حجمها عدة مرات عند وضعها في الماء، منعت في السوق الأوروبية كونها قد تؤدي للاختناق حال بلعها.
.
.
أنتهى مقال عكاظ..
متى يصبح للإنسان قيمة ويكون هناك إهتمام أكبر بصحته وبيئته ... وهل ياترى كل الناس قادرين على ملاحقة هذه الأخبار ومعرفتها قبل أن يقعوا في متاعب مخاطرها ... ، على أي حال حقيقة التوعية واجبة والإهتمام الشخصي بالصحة وعدم الاستهتار بكل مايتعلق بها نسأل الله السلامة .. مع التذكير بالأذكار اليومية...

الثلاثاء، 31 مارس 2009

بتتذكر...!

بتتذكر ...؟
تتذكر وقت الي كِنا صْغار... تتذكر هدِيكْ الإيام ..
وقت الي كانت متعتنا نلعب حد البيت ..
نركض حوالين الشجرة الكبيرة ..
وقت كنا نتخبى ورى خشبة السور
نتخبى من الناطور..
كنا نفكر ماعمَ يشوف ..
يعمل حالو ماشايف شي ..
يركض عنا بعيد ..
ونطلع من ورى السور ونضّحك عليه..
ونحكم عليه يقطف من شجرة تفاح ..
الشجرة الكبيرة يلي حد البيت..
كان يحن علينا ويعمل حالو زعلان ..
ونروح حدّو ونقول ياعمو
ماتزعل الله يخليك ..
لو شو مابدك نعطيك..
يسلم عـ إيدينا ويقول راح يجي بكرة ،
وتتذكروا كيف كنتوا صغار..
بتتذكر هيديك الإيام ...
ينزل جدو ونروح لعندو
نْبوِس إيديه ..
وياخدنا مِشوارْ..
مِشوار بعيد .. واحنا نجري مبسوطين..
نوقف عند ساحة الحمام.. نرمي الحب
ونسمع هديلوا ..ويوقف عـ كتافنا....

تتذكر هديك الأيام ..؟
كِيفْ كانت الأحلام ..!

الخميس، 26 مارس 2009

قِراءة خاصة جداً حول تعدد الزوجات للرجل ! (1)

قال الله تعالى : { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} (3) سورة النساء.
قال الإمام القرطبيُّ في معنى "ألا تعولوا": "ذلك أقرب إلى ألا تميلوا عن الحقِّ وتجوروا". وقال سبحانه: "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كلَّ الميل فتذروها كالمعلَّقة وإن تُصلِحوا وتتَّقوا فإنَّ الله كان غفورًا رحيمًا". فالتعدُّد ليس واجبًا ولا مندوبًا، أي ليس مدعوًّا إليه ومحبَّبًا فيه، بل هو ممَّا أباحه الإسلام، فأباح الله سبحانه وتعالى للإنسان تعدُّد الزوجات وقصره على أربع؛ فللرجل أن يجمع في عصمته في وقتٍ واحدٍ أكثر من واحدة، بشرط أن يكون قادرًا على العدل بينهنَّ في النفقة والمبيت وبقيَّة حقوقهنَّ عليه، فإذا خاف الجُور وعدم الوفاء بما عليه من تبعات حَرُم عليه أن يتزوَّج بأكثر من واحدة، وأكرِّر: "حرُم"، بل إذا خاف الجور بعجزه عن القيام بحقِّ المرأة الواحدة حَرُم عليه أن يتزوَّج أصلاً حتى تتحقَّق له القدرة على الزواج. ومع أنَّ الإسلام قيَّد التعدُّد بالقدرة على العدل وقصره على أربع، فقد جعل من حقِّ المرأة أو وليِّها أن يشترط ألا يتزوَّج الرجل عليها، فلو شرطت المرأة ذلك صحَّ الشرط ولزم، وكان لها حقُّ فسخ الزواج إذا لم يفِ لها بالشرط، ولا يسقط حقُّها في الفسخ إلا إذا أسقطته ورضيت بمخالفته، على تفصيلٍ كبيرٍ في كتب الفقهاء. فأمر التعدُّد من باب الضرورات، أي الاستثناء وليس القاعدة، وهو يرجع إلى الضرورات الاجتماعيَّة والاحتياج والاتِّفاق والتراضي، فما لا يعجب واحدةً قد يرضي أخرى، وهكذا، كما أنَّ هناك فارقٌ بين المُباح والمُتاح، فالشرع أباح الأمر استثناءً وبضوابط، لكن هل هذا الأمر متاحٌ لكل أحدٍ نفسيّا واجتماعيّا وصحيّا واقتصاديّا؟ بالطبع لا.
.
.
يقول الدكتور محمد شحرور في كتابه "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة (الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس)": علاقة الشرط بالجزاء في آية تعدد الزوجات .. ( النساء - 3 ) ألم يستوقفكم وجه ارتباط الجزاء في هذه الآية بالشرط الذي بدأت به؟إذا كانت الإجابة: بلى؛ فتعالوا إلى مناقشة دراسة إسلامية معاصرة فسرت هذه الآية ..كما تعلمون، فقد تباينت تأويلات هذه الآية، وقد اختلف المفسرون في فهم ارتباط أول جزاء ورد فيها بالشرط الذي سبقه، فضلا عن اختلافهم في فهم معاني بعض كلماتها ومدلولاتها.. سأتطرق لنقاط رئيسية مختصرة ذكرها الدكتور محمد شحرور في معرض شرحه للآية:
.
1. أطلق الكم حتى الأربعة، وقيد الكيف بأن تكون الزوجة الثانية حتى الرابعة من الأرامل ذوات الأيتام، وأن يتزوجهن الرجل ويأخذهن كزوجات مع أولادهن. في هذه الحالة ضم أولاد الأرامل في الإعالة والتربية إلى أولاد الزوج، وفي هذه الحالة ينطبق على الزوج قوله تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} (النساء 6). فإذا أخذ الرجل ثلاث أرامل زوجات وضم أولادهن إلى أولاده فهذا يعني أنه أصبح كثير العيال وأصبح عليه عبء مالي كبير جدا، في هذه الحالة نفهم قوله: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} أي تعدلوا بين الأولاد (أولاده وأولاد زوجاته الأرامل) وهنا ظهر فعل (عدل) بين أولاده وأولاد زوجاته، أما فعل (قسط) فقد جاء لليتامى فقط أي طرف واحد لأنه بدأ الآية: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى} فإذا خاف ألا يعدل بين الأولاد فواحدة، وبما أن الكلام عن التعددية فالخطاب للمتزوج لذا بدأ بالمثنى، فالواحدة هنا تعني الثانية وليست الأولى، أي إذا كان الرجل قادرا على التعددية من الناحية المالية، فقد شجعه الله سبحانه وتعالى أن يتزوج على الأقل أرملة واحدة زوجة ثانية ويأخذها مع أولادها، وقد أكد على هذا المعنى في نهاية الآية بقوله {ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}.
.
2. وجاء الحل بقوله تعالى: " فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا" وهنا جاء الأمر الإلهي بعدم التعددية والاكتفاء بالزوجة الأولى في حالة الخوف من العول والوقوع فيما أشرنا إليه من عدم العدل.
.
3. قالوا إن عدم الإنجاب يبرر للرجل الزواج من ثانية وثالثة، وكأن العقم والعقر من آفات المرأة التي لاتصيب الرجال. وقالوا إن الشبق الجنسي عند الرجل يبرر له التعددية، وغفلوا عن أن الرجل والمرأة في هذه المسألة سواء، لا بل ذهب البعض إلى أن المرأة أوفر حظاً فيه من الرجل. وقالوا إن عجز المرأة عن القيام بدورها كزوجة بسبب المرض الطويل أو العارض الدائم يبرر للرجل الزواج ثانية وثالثة، ونتساءل نحن: أرأيت لو كان الرجل هو العاجز المريض؟ هل يجوز للمرأة أن تتزوج عليه؟ وقالوا.. وقالوا.. لكننا لم نجد ظلاً لما قالوه في التنزيل الحكيم.
.
4. يقول الدكتور محمد إلى أن المجتمع هو الذي يقرر العمل بالتعددية أو عدم العمل بها، ناظراً في قراره إلى تحقق شروط التعددية الواردة في الآية أو عدم تحققها. لكن عليه في الحالين أن يعتمد الإحصائيات وآراء الناس فيستفتيهم في إقرار التعددية أو في إلغائها. فإذا تقرر الإقرار في بلد مثل سوريا مثلاً، فالقرار صحيح، وإذا تقرر الإلغاء في بلد مثل السعودية مثلاً فالإلغاء صحيح. وفي كلا الحالتين لايحمل القرار الطابع الأبدي.فلا يمكن للحرام أن يُحَلَّل، ولكن يمكن للحلال أن يُمنَع ومنعه لايحمل الطابع الأبدي الشمولي. وإذا حمل الطابع الشمولي والأبدي فهذا هو الحرام وهو من اختصاص الله سبحانه وتعالى حصراً، حتى الرسل والأنبياء لايحق لهم التحريم، ولكن يحق لهم الأمر والنهي في حقل الحلال."
.
.
خلاصة القول : أن آية التعدد هنا جاءت في إطار معين في وضع كان يعيشه المسلمون في وقت من الأوقات تنتج عنه ظروف اجتماعية كالأرامل والأيتام جرّاء الحروب ، بمعنى آخر الآية خصت ولم تعمم والله أعلم .

الثلاثاء، 24 مارس 2009

مجتمع لا يعلم من أين تُحاك الأكذوبة (!)

مساءٌ معطر بذكر الرحمن ..وأيامكم ورد لا يذبل وجوري أحمر ,,
دعاني لكتابة هذه السطور حيرتي الكبيرة في واقع مجتمعنا الذي باتت لدي القناعة بأني لا أعرفه حق المعرفة ،, مجتمع لا أعرف كيف أصفه لأني كما أكتشفت مؤخراً أني غريبةٌ عنه أو هو غريبٌ عني .. ،, تحدث وقائع وأحداث متتالية ونجدها مثار لردود أفعال وأراء مختلفة بعض منها يُجانب المنطق وبعض منها ينحرف عنه بزاوية 90 ْ ،’ لا أعلم هل من الصحيح أن تصل لنا المعلومات بشكل متناقض فتصبح كمواطن متفرج عن بُعد تبحث عن الحقيقة التي لاتعرف من أين ستظهر وكيف ستصدقها وكيف ستربط بين أحداثها ووقائعها وكل يوم تظهر لك معلومات وتحقيقات تنفي ماسبق ... لاتعلم من أي طرفٍ تُحاك الأكذوبة ،’ ولصالح من نعيش وطناً مذبذباً لا نستطيع الوصول فيه على مصادر الحقيقة ولا نعلم لماذا لايتم معاقبة من يستخدم وسائله وتصريحاته بعقاب رادع حتى لايؤثر على المجتمع بالفتن والبلبلة والتبعات النفسية لأصحاب هذه الوقائع وأيضاً إحتراماً للمواطن (!)
أتسائل إن كان من حق الإعلام نشر أي خبر بدون رقيب ؟ أو أي صورة بدون حسيب وحتى بدون أخذ موافقة اصحابها ؟ وهل سنجده يوماً داخل بيوتنا دون أن يطرق الباب....تساؤولات كثيرة تراودني ... "وقد يكون الأمر أختلف الآن بعد التعيينات الوزارية الجديدة" لا أعلم (!) وننتظر إجابة الأيام ... ودّي وتقديري

الخميس، 19 مارس 2009

نعناع المدينة

أو هكذا يعرف وهو نبات عطري انتشرت زراعته وأنواعه البرية في دول كثيرة من العالم ومنها المملكة ، وذاع صيت بعض المدن كالمدينة المنورة في زراعة أنواع مختلفة منه ؛ كالنعناع المغربي والنعناع الحساوي والنعناع الدُوش .وهذا النبات من أكثر النباتات شعبية واستعمالاً ، يستخدمه أهل المدينة كتوابل ومنكهات لبعض أطباق الطعام وفي نكهة وتعطير الشاي ، كما يستعملون المغربي الطازج منه في طبق السلطة والتبولة وتحضير بعض أنواع السندويتشات ، ويستعملون مسحوق أوراقه كأحد التوابل في تحضير بعض أطباق الطعام الشرقية .
أثير مؤخراً جدل إعلامي بخصوص النعناع المديني " الحبق" تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عبر قنواتها المختلفة منها mbc1 و القناة الإخبارية السعودية ومختلف الصحف المحلية ، ويمكن اختصار الجدل بين أطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ومركز الأبحاث . حيث كان هناك ظهور إعلامي على قناة mbc1 للدكتور محمد عبدالله الطفيل رئيس قسم الأدوية والأعشاب بالمستشفى والذي أكد فيه بأن الحبق المديني يحتوي على مادة البيليجون السامة والتي تؤدي إلى مرض السرطان وبالتالي هو خطر إذا تناولته المرأة الحامل أو مريض الكبد وأن لا تأثير على صحيحي الجسم . رداً على هذا التقرير صدرت تصاريح من د. جابر القحطاني و د. فهد الخضيري أنهم غير مسؤولين عن ماورد في تقرير د. الطفيل وأنه لا ضرر من استخدام الحبق وأي نوع من انوا المدينة وانها كلها مفيدة وتحمي الجسم من أمراض خطيرة وأن لا ضرر منها من خلال استخدامها بالشكل البسيط الذي يستخدمه عامة الناس وأن الضرر يتركز على استخلاص منتجات من هذا النعناع الحبق على صورة زيت أو غيره . في بيان رسمي أصدرته وزارة الصحة أكدت فيه أن استخدام نعناع المدينة ( الحبق ) آمن تماما من الناحية الصحية وليس لاستخدامه أي آثار ضارة ووضحت أنها قد قامت بفحص عينات مختلفة من هذا النبات في كل من المختبر المركزي للأدوية والأغذية التابع لوزارة الصحة وكذلك مختبرات كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود وحيث أظهرت النتائج أن نسبة ( pulegone ) المتواجدة في زيت الحبق هي ( من 60% إلى 90%) أي أنها في نبات الحبق ( من 0.6 إلى 0.9 ) وهذا لا يمثل اكتشافا علميا جديدا حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حيث تم إجراء دراسات سمية عديدة للتأكد من سلامة النعناع والجرعات المناسبة ولم يتبين وجود تسمم جيني أو صناعي أو مسرطن إيجابي لهذا المركب وليس له القدرة على إحداث طفرات أو تغيرات في الكروموسومات وذلك حسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
حقيقة أستغرب تظهر هناك أخبار عن مواد تسبب أمراض وخطيرة بينما تكون من المواد التي نستخدمها يومياً قريباً ولكن ليست هنا المشكلة بل هي تكمن في الإعلام الباحث عن الإثارة دون التحقق والبحث والتحري وهل دوره هنا البحث عن الخبر المثير والعناوين البراقة دون تقديم مادة تراعي حقوق المتلقي أولاً وأخيراً؟!

الثلاثاء، 17 مارس 2009

التسول وما أدرك مالتسول

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين نبينا الأمين محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
أود أن أطرح هذا الموضوع الذي أراه واجب علينا جميعاً لنعيش في بيئة أنقى أخلاقياً وأن نكون صادقين مع أنفسنا ونستشعر بعض هموم أمتنا الغالية وأن لايكون فهمنا الخاطئ لديننا سببا في غفلتنا ووهن قلوبناً وأن تكون لينةً ولُعبةً أو لقمةً سائغةً في حضرة أُناس همهم الأول تدمير صورتنا وتماسكنا و جعل عدونا منا وفينا وأن يجعل دائنا بأيدينا ...نسأل الله السلامة لأمتنا من كل شرٍ ومكروه ...التسول هو بعينه النشاط الذي يزدهر برمضان وإن كان متواجداً طوال أيام السنة .. ولكنه يرى طريقه إلينا عبر رمضان بشكل أقوى لما هو معروفٌ عن المسلم وتعاطفه مع الفقراء والمحتاجين وثوابٌ كبير يطمع في إقتناصه من رب العالمين .. ولكن ، نحنُ محاسبون أين ننفق وكيف ننفق .. وصحيح أننا نتحصل بإذن الله على أجرها من الله ولكن قد نرفع من نسبة التسول دون أن نشعر أو نستشعر خطرها المحدق علينا وعلى أمتنا .. نحنُ لانعرف صدق المتسول بالتالي لانعرف أين يصرفها هل في حاجةٍ له أم تذهب لعصابات همها الأول تدمير شبابنا وزيادة نسبة المتسكعين وأولاً وأخيراً هناك جهات تعتني بالمحتاجين فلماذا لانوجه إليهم دعمنا عوضاً عن إعطاء المال في الطريق العام ؟؟؟
باستطاعتنا بناء مدينة كاملة بتلك الأموال التي نتصدق بها فلماذا لانقننها ونصرفها بالوجه المطلوب مع عدم نهر المحتاج بالطريق والاكتفاء بإعطائه مواد عينية وليست مادية أي طعام أو ملبس أو مشرب وليس مالاً (((!!!)))وكفالة اليتيم بابها مفتوح ولاتكلف أكثر من 100 ريال سعودي بالشهر فقط وكذلك كفالة طالب العلم ومتعلمين أصول الحديث الشريف أو تجويد القراءن الكريم ... الخلماذا لاتكون هناك مؤسسات تقوم على هذه الأموال فيكون دورها بناءاً أكثر في المججتمعللأسف البعض يمتهن التسول ويستغفلنا وقد نكون في حاجةٍ أكثر منه .. كما سمعنا عن مليارديرات أمتهنوا التسول كمصدر لكسب الرزق وبئس ما أختاروا ... لهذا أرى أن نتكاتف جميعاً وأن يكون المال الذي ننوي الصدقه به أن يذهب للجمعيات الخيرية والمؤسسات الدينية ودور الرعاية المختلفة وليس لأفراد لانعرف عنهم شيئاً ..معاً لنقضي على ظاهرة أصبحت واجهة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية وأحد الإنطباعات الذي يخرج بها الآخرون عنا .. معاً لنقضي عليها ولنحاول جادين في مساعدة من يستحق من هؤلاء وإيصالهم لبر الأمان ...