الخميس، 25 مارس 2010

الأمانة عندما تكون مفهوماً مترادفاً للتجارة


مساء لايشبهه مساء إلا في مدينة كمدينة الضباب لندن ، يوم ممطر بارد فيه المطر يغسل القلوب كما يغسل الحجر ... هنا في أحد محلات الهاتف النقال وجدتُ ضالتي التي ظللت أنشد عنها منذ ثلاث أيام ، أرتحت لجواب البائعة عن أسئلتي ... حيث دار بيننا حوار عن أرخص الشرائح وأوفرها إتصالاً وإستقبالاً على السعودية الموجودة لديهم وعندما عقدنا الاتفاق وذهبت "للكاشير" لدفع المبلغ المتفق عليه سألتها إن كان هناك عروض أفضل لي في مكان آخر وشرائح غير تلك التي لديهم ... أجابتني بكل صدق نعم أعلم أن هناك شرائح أوفر وأنصحك بها أكثر من تلك التي عندنا فدلتني عليها وكانت على بعد مسافة الشارع المقابل تماماً لهم والمحل المقابل كذلك ... فتراجعت عن إبتياع البطاقة المتفق عليها وأخبرتها إني إن لم أجد العرض المناسب هناك سأعود لها لاحقاً لتلك الخدمة أو خدمات أخرى ... فارقتها بايتسامة رضا كبيرة وهي كذلك ورحبت جداً بعودتي للسؤال عن أي شيئ ...


ذهبت للمحل المقصود ووجدت ضالتي و أعتمدت وتوكلت على الله وأشتريت بطاقة جديدة بعرض مغرٍ وكنت سعيدة حقاً ... بأمانة تلك البائعة وهذه التجربة التي لا أعتبرها جديدة علي ... بل ربما تكون عادية جداً للبعض ومكررة جداً للآخر و غريبة ومحط تساؤولات لآخرين ... ولكن عن نفسي أعتدت أن أرى الناس مختلفة في أسفاري ... وأستطيع أن أقول أن هذا الأمر معتاد في المملكة المتحدة وماليزيا وبكل ثقة ...



ماوددت نقله بين هذه الأسطر ... أن التجارة فيها 9أعشار الرزق ولكن بالتأكيد هي ليست مطلقة بهذا الشكل وتستوجب أمور معينة تستحق إغتنام جزء كبير من رزقها ... ولها أخلاق وفن وتعامل ومتى ماكان الإنسان قادراً على أن يتحلى بها ... سيكسب المستهلك لصفه كتاجر أو بائع ...الخ ...

الأربعاء، 10 مارس 2010

ورحلَ شيخ...


أُعلن اليوم وفاة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي عن عمر 82عاماً على أرض مطار الرياض إثر أزمة قلبية حادة ...وقد كان عائداً إلى القاهرة بعد رحلة لم تكمل الـ24س وصل فيها الرياض يوم الثلاثاء لحضور حفل توزيع جوائز الملك فيصل العالمية... حيث وافته المنية ودُفن في أرض بقيع الغرقد بالمدينة المنورة...
آلمني الخبر جداً ... وأسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويبدله داراً خيراً من داره ويكون مستقره الفردوس الأعلى ....

الثلاثاء، 9 مارس 2010

الثامن من أذار / مارس يوم المرأة العالمي!

صباح بنكهة الورد ... مع أغاني فيروز " إشتأتلك & لاتسألوني " أمضي وقتي هنا مع نوم ألاحقه فيقول :" التوصيل مو ببلاش ! " فرضخت أخيراً للكتابة ... وأنا أفكر بيوم رحل ولم يأتي بجديد سوى تلك الأصداء الرنانة ، "يوم المرأة العالمي " والذي أعرفه جيداً، بأن كل مناسبة / دور اجتماعي ... يُختزل في يوم من أيام السنة هو مشروع تجاري في مقامه الأول ويؤكد بشكل أو بآخر تَغييب القضية طوال العام فيُكتفى إختزاله بيوم واحد إن جاز التعبير. أغلب القضايا المهمشة على أرض الواقع مخصص لها أيام معينة في السنة وهي لاتعالج أصل الموضوع وإنما هي عملية تسكين لا أكثر ولا أقل أو بهرجة إعلامية إن جازت التسمية!


بدءاً من مشكلة المحرم التي تحتاجها المرأة في كل صغيرة وكبيرة في كل شؤونها لاتستطيع تحريك ساكن خصوصاً في السعودية وإنتهاءاً بقضايا أكبر وأهم وأبلغ تأثيراً! هناك الكثير من الناس يعتقد ضمنياً بأن للمرأة إحترام ومكانة وربما أفضلية ولكن أسألوا المرأة نفسها بدون وصاية هل تعيش ذلك حقاً ... أكاد أجزم إلا فيما ندر أنها لاتجد معاملة خاصة ولا حتى معاملة بشكل يحترم كينونتها ومكانتها ... ربما كان هذا الأمر في السابق ، أما الأن فالأخلاق بشكل عام في "أزمة" لاتقف على مسارها الصحيح مع ذلك أين موقفها من المرأة ... هي حقيقة تعاني من قضايا مركبة ...تحتاج إلى إعادة نظر في كيفية معالجتها.

ومع ذلك أؤمن بأن جزء من سلب تلك الحقوق هو استسلام المرأة لهذا الوضع السائد فلن يتغير حتى تبدأ هي بالحراك وتسعى لمقاومة السيطرة قال تعالى {إن الله لن يغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم} الرعد।وكل الأعياد وأنتم بخير ...وتصبحون على خير