الخميس، 19 مارس 2009

نعناع المدينة

أو هكذا يعرف وهو نبات عطري انتشرت زراعته وأنواعه البرية في دول كثيرة من العالم ومنها المملكة ، وذاع صيت بعض المدن كالمدينة المنورة في زراعة أنواع مختلفة منه ؛ كالنعناع المغربي والنعناع الحساوي والنعناع الدُوش .وهذا النبات من أكثر النباتات شعبية واستعمالاً ، يستخدمه أهل المدينة كتوابل ومنكهات لبعض أطباق الطعام وفي نكهة وتعطير الشاي ، كما يستعملون المغربي الطازج منه في طبق السلطة والتبولة وتحضير بعض أنواع السندويتشات ، ويستعملون مسحوق أوراقه كأحد التوابل في تحضير بعض أطباق الطعام الشرقية .
أثير مؤخراً جدل إعلامي بخصوص النعناع المديني " الحبق" تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عبر قنواتها المختلفة منها mbc1 و القناة الإخبارية السعودية ومختلف الصحف المحلية ، ويمكن اختصار الجدل بين أطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض ومركز الأبحاث . حيث كان هناك ظهور إعلامي على قناة mbc1 للدكتور محمد عبدالله الطفيل رئيس قسم الأدوية والأعشاب بالمستشفى والذي أكد فيه بأن الحبق المديني يحتوي على مادة البيليجون السامة والتي تؤدي إلى مرض السرطان وبالتالي هو خطر إذا تناولته المرأة الحامل أو مريض الكبد وأن لا تأثير على صحيحي الجسم . رداً على هذا التقرير صدرت تصاريح من د. جابر القحطاني و د. فهد الخضيري أنهم غير مسؤولين عن ماورد في تقرير د. الطفيل وأنه لا ضرر من استخدام الحبق وأي نوع من انوا المدينة وانها كلها مفيدة وتحمي الجسم من أمراض خطيرة وأن لا ضرر منها من خلال استخدامها بالشكل البسيط الذي يستخدمه عامة الناس وأن الضرر يتركز على استخلاص منتجات من هذا النعناع الحبق على صورة زيت أو غيره . في بيان رسمي أصدرته وزارة الصحة أكدت فيه أن استخدام نعناع المدينة ( الحبق ) آمن تماما من الناحية الصحية وليس لاستخدامه أي آثار ضارة ووضحت أنها قد قامت بفحص عينات مختلفة من هذا النبات في كل من المختبر المركزي للأدوية والأغذية التابع لوزارة الصحة وكذلك مختبرات كلية الصيدلة بجامعة الملك سعود وحيث أظهرت النتائج أن نسبة ( pulegone ) المتواجدة في زيت الحبق هي ( من 60% إلى 90%) أي أنها في نبات الحبق ( من 0.6 إلى 0.9 ) وهذا لا يمثل اكتشافا علميا جديدا حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حيث تم إجراء دراسات سمية عديدة للتأكد من سلامة النعناع والجرعات المناسبة ولم يتبين وجود تسمم جيني أو صناعي أو مسرطن إيجابي لهذا المركب وليس له القدرة على إحداث طفرات أو تغيرات في الكروموسومات وذلك حسب تقرير منظمة الصحة العالمية.
حقيقة أستغرب تظهر هناك أخبار عن مواد تسبب أمراض وخطيرة بينما تكون من المواد التي نستخدمها يومياً قريباً ولكن ليست هنا المشكلة بل هي تكمن في الإعلام الباحث عن الإثارة دون التحقق والبحث والتحري وهل دوره هنا البحث عن الخبر المثير والعناوين البراقة دون تقديم مادة تراعي حقوق المتلقي أولاً وأخيراً؟!